تطرق أندريه أونتيكوف، في مقال نشرته صحيفة “إيزفيستيا”، إلى محاولات الدول العربية والإسلامية منع إدراج إسرائيل في قائمة الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
كتب أونتيكوف:
صرح مصدر في الدوائر الدبلوماسية العربية للصحيفة بأن عددا من الدول الإسلامية بدأت مشاورات للحؤول دون إدراج إسرائيل في قائمة الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. أما في إسرائيل، فقد أكدوا أنهم سيكافحون من أجل الحصول على مقعد في المجلس. لذلك، فهم يجرون اتصالاتهم على المستوى الدبلوماسي والسياسي بهذا الشأن.
المصدر نفسه أضاف أن الدول العربية والإسلامية تتخوف من أن يؤدي تسلُّم إسرائيل رئاسة مجلس الأمن الدولي إلى منحها فرصة لتشديد نهجها المعادي للعرب. لذلك، تُجري هذه الدول المشاورات والاتصالات لمنع إدراج إسرائيل في قائمة الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي يتكون من ممثلي 15 دولة. خمس منها دول دائمة العضوية فيه – وهي روسيا، الصين، الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا، والتي تملك حق النقض “الفيتو” خلال التصويت على أي مشروع قرار. أما الدول العشر الأخرى، فيتم انتخابها لعضوية المجلس من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حيث تنتخب خمس دول سنويا لدورتين. ويتم تقسيم هذه المقاعد على أساس الموقع الجغرافي. خمس دول من بلدان إفريقيا وآسيا، مقعد واحد لبلدان أوروبا الشرقية، مقعدان لأمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي، ومقعدان لأوروبا الغربية. ومنذ تأسيس المنظمة الدولية وإلى يومنا، هذا لم تنتخب إسرائيل قط لعضوية مجلس الأمن الدولي.
بيد أن تل ابيب تسعى هذه السنة للحصول على مقعد في المجلس، بحسب تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) للصحيفة كسينيا سفيتلوفا، التي قالت إن “جامعة الدول العربية تحاول عرقلة انتخاب إسرائيل عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وهي من أجل ذلك توجهت بنداء إلى بلدان حركة عدم الانحياز في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. علما أن هذه المسألة مطروحة في إسرائيل منذ عام 2000. ولذلك، نطمح إلى الحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي عام 2018”.
وأضافت سفيتلوفا أن “إسرائيل – هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تكن يوما ما عضوا في مجلس الأمن الدولي، لذلك آمل أن يتمكن دبلوماسيونا من تأمين عدد الأصوات المطلوبة في الجمعية العمومية للحصول على مقعد في المجلس”؛ مشيرة إلى أن “رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قام بجولة في عدد من بلدان إفريقيا، ناقش خلالها هذه المسألة مع قادتها”.
جدير بالذكر أن معظم الدول العربية وعددا كبيرا من الدول الإسلامية وكوريا الشمالية لا تعترف بإسرائيل. أما حركة عدم الانحياز، التي تضم 120 دولة، فأسست في سنوات الحرب الباردة على مبدأ عدم الانضمام إلى أحلاف عسكرية. أي أن حصول إسرائيل على مقعد في مجلس الأمن الدولي لا يزال موضع شك.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن هناك 60 دولة عضوا في المنظمة الدولية لم تحصل قط على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي. فهل سينخفض عددها؟ الأمر غامض، لأنه يتعلق بدرجة كبيرة بنجاح إسرائيل في حشد الغالبية المطلوبة من الدول للتصويت لحصولها على المقعد.
ترجمة وإعداد: كامل توما